د. محمد الجهلاني
في حالات كثيرة ومتشابهة، هناك من يسأل، سؤال مباشر وهناك من يكتب لي على الخاص، هؤلاء يريدون أن أرد على السؤال التالي:-
ما هي العلمانية؟
وما معنى ناشط علماني؟
سوف أرد حسب وجهة نظري، وكذلك بالاستعانة من مصادر مختلفة
.العلمانية ليست إلحادا أو العلمانية ليست مرادفا للإلحاد، كما يفهمها أو يعرفها الكثيرين وبالأخص المتطرفين والمتشددين دينيا.
وللعلمانية عدة فروع وتعاريف متقاربة:-
الليبرالية العلمانية:- المساواة الاجتماعية والحرية.
الليبرالية العلمانية:- أن عقائد التقاليد والتعليم والأفكار الدينية ليست لها سلطة مُلزمة على المجتمع في تطبيقها.
للعلم أنّ وظيفة الدين هي تنظيم علاقة الفرد بخالقه، أمّا بشأن الدولة وشؤونها فلا بد أن يكون تنظيمها الإجتماعي قائم على أساسٍ إنساني بحت.
العلمانيّة: هى "حركة اجتماعيّة“ تتّجه نحو الاهتمام بالشّؤون الدُّنيويّة بدلًا من الاهتمام بالشّؤون الآخروية.
السماح بحرية ممارسة المعتقد والشرائع الدينية، وإجراء تغيير في الدين بما فيه الإلحاد أو استحداث أديان جديدة بما يشكل صونًا لحقوق الإنسان وحقوق الأقليات الدينية، تعبيرا عن "حياد الدولة تجاه الدين" بدلاً من فصل الدولة عن الدين.
لا تقييد لأي حرية دينية أو ممارسة للشعائر الدينية أو تمييز بين معتنقي مختلف الأديان في مناصب الدولة والحياة العامة فهي من المبادئ المشتركة بين جميع الدول المصنفة كعلمانية.
تعتبر الديمقراطية الحديثة بشكل عام علمانية، يرجع هذا إلى حرية الدين شبه الكاملة (المعتقدات الدينية بشكل عام ليست معرضة لاعتماد قانوني أو اجتماعي) بالإضافة إلى انعدام سلطة رجال الدين على القرارات السياسية.
للعلمانية ثلاثة أسس:-
سواء كان هناك خير آخر أم لا، فإن خير الحياة الحالية هو الخير، ومن الخير أن نسعى وراء هذا الخير،
من مقتضيات الحياة الخير للجميع.
ناشط علماني أو علماني:- لا يعني أنه شخص بلا دين، أو أنه كافر أو محلد.
والاشتراكي الديمقراطي، لا يعني:- الاشتراك بالمال والعار.
والليبرالي:- لا يعني أن نكون كأوروبا.
وهذا بسبب ما يروج له الكثيرين، والإعلان الغربي والامبريالية لهم دور كبير في هذا، وكذلك ممن هم ضد الليبرالية والعلمانية، والديمقراطية والاشتراكية... باعتبارهم أو باعتقادهم المساعدة في نشر الفواحش والموبقات، وأفكار كتيره، ضد الاسلام والمرأة وبالاخص المسلمة المحجبة.
« ناشط علماني بإختصار، هو ناشط سياسي واجتماعي وحقوفي»
الناشط الحقوقي:- هو أي شخص ينادي، او يعمل في مجال حقوق الإنسان سواء بشكل فردي أو جماعي للدفاع عن القضايا الاجتماعية وحماية الإنسان من الانتهاكات التي قد يتعرض لها بأي شكل يُخالف القوانين الدولية.
والنشاط الحقوقي:- هو عمل يقوم به فرد أو عدة أفراد يمكن أن يوصف بأنه يعمل لإحداث تغيير سياسي، اجتماعي واقتصادي وإضفاء قيم العدالة والرفاهية للمجتمع الذي يجري فيه النشاط.
الناشط السياسي "هو شخص يمتلك خبرة سياسية طويلة، وله دور معترف به في الواقع السياسي، ينتمي لتيارات وقوى سياسية كالأحزاب أو قيادة في السلطات العليا أو الحكم المحلي، وحركات اجتماعية كالمنظمات الحقوقية والانسانية، والمكاتب والهيئات التطوعية، بشرط أن يكون انتماء فعالا وتكون مواقفه واضحة وتحديثه أوضح، ويمتلك شجاعة كافية للتعبير عن آرائه، وألا يكون مجرد إدعاء كاذب ومظاهر فارغة".
ناشط علماني:- الناشط الذي يدافع عن حقوق الإنسان سواء كان هذا الإنسان من الأقليات (مثال: المهمشين في اليمن) أو أنه يدافع عن حقوق الإنسان بصفة عامة، أي أنه يطالب التساوي ما بين الرجل والمرأة وما بين السود والبيض وما بين الأعراق (أمازيغي = عربي = مغاربي = كردي = شيعي = سني= قبطبي= تركيمني= ايزيدي = ارميني= درزي= علوي … الخ) وغيرها من الاختلافات...
الخلاصة، «العلماني» هو شخص حقوقي يدافع عن الحريات الفردية وعن الحقوق الانسانية، ولا يهم إطلاقا ما هي الديانة التي يعتنقها أو اللغة التي يتكلم بها.... والخ.
وأيضا نسعى وننادي لفصل الدين عن السياسة والسياسين...
الدين له مباديء أخلاقية لا اعترض عليها...
والسياسة العلمانية، المفروض تستلهم المباديء الأخلاقية من الدين كحزب العدالة و التنمية في تركيا والذي يعتبره حزب الاخوان المسلمين دائما مثلهم الأعلى، رغم أنه حزب علماني!!!!!!! لكن مرجعيته إسلامية، بمعنى:- إن مباديء الإسلام مستلهمة في الحكم، ولكنه لا يحكم باسم الإسلام، وهذا فصل الدين عن السياسة، وليس معناه فصل الدين عن التشريع القانوني بشكل كامل، وليس معناه أننا نكفر أو نلحد، كما يتصور أو يعتقد البعض، أو كما يروج له مِنْ قبل مَن هم ضد العلمانية
فصل الدين عن السياسة يعني، أنه نفصل السياسية عن الدين أي أنه لا نوجد سياسي يحكمنا باسم الله أو باسم الرب، بإعتباره والى الله او الرب، او وكيل الله أو الرب على عباده في الأرض، كما يدعي الهاشمين أوكما كان في النصرانية في أوروبا في العصور الوسطى وغيرهم.
يعني أن تكون دولة «محايدة».
والدولة المحايدة، يعيش فيها المسلم والمسيحي والنصراوي والبوذي والملحد وغيرهم...،
متساوين في والحقوق والواجبات والعدل في الثروه والقضاء والوظيفة والمنصب ... وغيرة.
وهذا يعني المواطنة المتساوية في الحقوق المتساوية للحياة لكل مواطن أصلي أو تجنس أو عايش بصفة قانونية أو غير قانونية... على أرض هذا الوطن.
الجميع يعيشون بدون أي تمييز، من حيث الدين والعرق والشكل واللون والجنس والأيديولوجيات...
مثلا إذا قررنا أن يكون الحكم بدين واحد (الدين الإسلامي)، أيهم نختار من المذاهب؟
إذا نحن مختلفين في التنوع الفكري والديني ومختلفين فيما بيننا على أرض الواقع مذهبياً، وهذا من أهم أسباب النزاعات والحروب والصراعات...
ًنحن بشر مختلفين دينياً ومذهبياً وطائفياً ومناظقياً وقبليا...
لذا من حق أي شخص أو أي مواطن أن يعيش حياة عادلة هادئة ومتساوية مع غيره في الحقوق والواجبات!
إذا ما الحل؟
إذا نحتاج استخدام التنوع الفكري والديني وغيره، وهذا أصل الديمقراطية!
والديمقراطية يعني، اشتِراك أو اشراك الشعب في حكم نفسه بنفسه، وعادة ما يكون ذلك عبر حكم الأغلبية عن طريق نظام للتصويت والتمثيل النيابي.
إذا هذه هى السياسة! والسياسة:- علم يعني مبني على أساس واقعي، أساس الحاضر والماضي والمستقبل والتاريخ...
يعني نحن نفكر بالإنسان الذي يعيش على الأرض، وهذا يعني أنه ما لنا دخل بالبشر الذين ماتوا، رحمة الله تغشاهم.
ولذا نريد علم يخدم الانسانية جميعآ، بدون تفرقه او تمييز...
وهذا يعني نريد الحل الوحيد والأوحد في خلافاتنا وحروبنا، دينيا ومذهبيا ومناطقيا وقبليا وغيره!
إذا الحل هو النظام العلماني «العلمانية».
طبعا ضروري أن تكون لنا علمانيتنا التي تناسب تاريخنا وحضارتنا وديننا أيضا، وهذا يعني أن علمانية أوروبا غير علمانيتنا، وليبرالية فرنسا غير ليبراليتنا، واشتراكية الصين غير اشتراكيتنا،
لأن ثقافتنا سوف تفرض نفسها على النظم السياسية، رضينا أم أبينا، لأن السياسة هى فن التعامل مع الشارع (المجتمع)، وكل فكرة وكل مفهوم من النظم لا يعني، أو أنه لا يمكن تطبيقه في العالم العربي والإسلامي بدون التدخل في الدين أو فصل الدين عن الحياة الدنيوية
مثال على ذلك أميركا أكبر دولة علمانية، وتصرف أموال طائلة على الدين، اتركونا نحتكم للتاريخ الحديث بدول تسمي نفسها إسلامية، والاسلام منهم برئ كبراءة الذيب من دم يوسف عليه السلام.
هنا وهناك من يردد أن الشريعة الاسلامية هى الأنسب وقابله لكل زمان ومكان، ولكني أقول أن التاريخ الإسلامي كل مصائبه كانت من الاستبداد السياسي الديني، ولهذا خرج عن النص والتطبيق...الكثير أو الأغلب